ي ذكرى تجربة أول سلاح ذري
في صباح يوم 16 تموز (يوليو) من عام 1945 م، وهو العام الذي فيه ولد الكاتب، تمت تجربة أول سلاح ذري، في جو من السرية المكثفة إلا من جواسيس ستالين، في صحراء نائية من جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، في صحراء نيفادا، من مكان اسمه آلامو جوردو، حيث أنشئ مركز للبحث العلمي في قرية اسمها شجر الحور (لوس آلاموس)، وكانت تحت كلمة سرية مشروع مانهاتن، وضعت فيه أمريكا نحو ملياري دولار، واستهلكت من الطاقة ما يكفي إنارة مدينتين لمدة سنتين.
وكانت فكرة السلاح النووي قد بدأت من ألمانيا، حيث أثبت أوتوهان إمكانية انشطار النواة، وكان هنري سيلارد الهنغاري الفار، قد وصل إلى فكرة الانشطار المتسلسل، عن طريق ضرب النيترونات بعضها بعضا.
ومن معادلة آينشتاين بعلاقة المادة بالطاقة، تبين أن خسارة كمية تافهة من المادة تحرر قدرا خرافيا من الطاقة.
بكلمة ثانية الطاقة والمادة حقيقتان مقلوبتان، يمكن أن تتحول كل واحدة للأخرى.
المادة هي طاقة مكثفة، والطاقة هي مادة متحولة.
ومن هذا الدليل الفيزيائي ينبثق معنى قرآني عن جدل الشيطان العقيم عن نفسه أنه طاقة (نار) وآدم مادة (من تراب). وأنه بذلك أفضل من آدم. والله يقول له إن آدم طاقة مكثفة فوجب أن تسجد له لأنه خليفتي في الأرض. وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين.
وبذلك خذل الشيطان حجة الفيزياء الحديثة ودخل طريق اللاتوبة واللاعودة والفقر والفحشاء.
كان رئيس المشروع العسكري ليزلي جروفز أما الرأس العلمي فكان روبرت أوبنهايمر، وتم أثناء هذا استقطاب عشرات الأدمغة الشابة العلمية الهاربة من أوروبا، فاحتشد جيش عرمرم من العلماء، وبينهم تسلسل جواسيس الروس ينقلون على مدارس الساعة أسرار السلاح النووي وستالين يفتل شواربه بمتعة!
مشى طريق تصنيع السلاح النووي في طريقين الأول تنقية اليورانيوم 238 إلى النوع 235 ، والثاني بقلب اليورانيوم 238 إلى نوع 239 وهو البلوتونيوم، بمعنى أن اليورانيوم الخام ووزنه الذري 238 وهو أثقل عنصر في الكون، تحوي كل ألف ذرة منه سبع ذرات من نوع 235، فوجب تنقيته والحفاظ على نوع 235 ومنها يتم تفجير السلاح النووي.
أما نوع 239 فهو نسف علم الكيمياء القديمة كلها، حيث إن ذرة اليورانيوم 238 يتم التلاعب فيها سحبا وإضافة، من النترونات والبروتونات؛ فتصبح ذرة جديدة مختلفة من معدن مجهول في الطبيعة، ومنه استخلصت قنبلة ناغازاكي.
في صبيحة ذلك اليوم حين راقب الناس هذا الانفجار خشي البعض أن تحترق الكرة الأرضية باحتراق كل أوكسجين الغلاف الجوي.
وترواحت التوقعات عن قوة الانفجار إلا انريكو فيرمي الإيطالي ـ أبو أول مفاعل نووي في التاريخ ـ فقد حسب قوة الانفجار بدقة.
كان منظر الفطر النووي أول شيء لاحظوه؛ فقد صعدت كرة النار الجهنمية تتلظى إلى ارتفاع هائل بالكيلومترات، وصعدت الحرارة إلى الملايين، وضربت الريح العقيم بقوة نفخ مائة مليون جني، وارتسم في الأفق منظر عش الفطر، ومنذ ذلك الوقت عرف العلماء سمة الانفجار النووي، وكانت القوة في حدود 18 ألف طن من مادة ت .ن. ت . (النترو غليسرين).
كانت القنبلة المجربة من نوع البلوتونيوم، بعدها مباشرة تم شحن القنبلة الثانية على ظهر بارجة إلى جزر تيتان، في قلب المحيط في رحلة عشرة آلاف كم قريبا من اليابان.
وهناك حملت السفينة حملها، وقيل يا أرض استحمي بالدماء واشتعلي بالحرائق، ويا جبال ارجفي ويا جهنم أوقدي، ويا يابان استسلمي.. وقضي الأمر..
ومن يومها وإلى اليوم يقف العالم من حين لآخر على شفا حافة الانزلاق للحرب النووية.
وفي فيلم التجميع الحرج Critical Assembly يجتمع أربعة من الطلبة الجامعيين ويركبوا سلاحا ذريا بهذه المناسبة 16 يوليو!
فيقولون: هكذا بدأت القصة، وهكذا يجب أن تنتهي؛ فيجب على العالم إيداع القنابل الذرية في يد لجنة عالمية من كل دول الأرض، ويجب تنظيف كل مستودعات العالم من السلاح النووي فلا يبقى دولة تمتلكه..
وبهذه الطريقة الوحيدة يمكن للسلام أن يعم الأرض.
في صباح يوم 16 تموز (يوليو) من عام 1945 م، وهو العام الذي فيه ولد الكاتب، تمت تجربة أول سلاح ذري، في جو من السرية المكثفة إلا من جواسيس ستالين، في صحراء نائية من جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، في صحراء نيفادا، من مكان اسمه آلامو جوردو، حيث أنشئ مركز للبحث العلمي في قرية اسمها شجر الحور (لوس آلاموس)، وكانت تحت كلمة سرية مشروع مانهاتن، وضعت فيه أمريكا نحو ملياري دولار، واستهلكت من الطاقة ما يكفي إنارة مدينتين لمدة سنتين.
وكانت فكرة السلاح النووي قد بدأت من ألمانيا، حيث أثبت أوتوهان إمكانية انشطار النواة، وكان هنري سيلارد الهنغاري الفار، قد وصل إلى فكرة الانشطار المتسلسل، عن طريق ضرب النيترونات بعضها بعضا.
ومن معادلة آينشتاين بعلاقة المادة بالطاقة، تبين أن خسارة كمية تافهة من المادة تحرر قدرا خرافيا من الطاقة.
بكلمة ثانية الطاقة والمادة حقيقتان مقلوبتان، يمكن أن تتحول كل واحدة للأخرى.
المادة هي طاقة مكثفة، والطاقة هي مادة متحولة.
ومن هذا الدليل الفيزيائي ينبثق معنى قرآني عن جدل الشيطان العقيم عن نفسه أنه طاقة (نار) وآدم مادة (من تراب). وأنه بذلك أفضل من آدم. والله يقول له إن آدم طاقة مكثفة فوجب أن تسجد له لأنه خليفتي في الأرض. وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين.
وبذلك خذل الشيطان حجة الفيزياء الحديثة ودخل طريق اللاتوبة واللاعودة والفقر والفحشاء.
كان رئيس المشروع العسكري ليزلي جروفز أما الرأس العلمي فكان روبرت أوبنهايمر، وتم أثناء هذا استقطاب عشرات الأدمغة الشابة العلمية الهاربة من أوروبا، فاحتشد جيش عرمرم من العلماء، وبينهم تسلسل جواسيس الروس ينقلون على مدارس الساعة أسرار السلاح النووي وستالين يفتل شواربه بمتعة!
مشى طريق تصنيع السلاح النووي في طريقين الأول تنقية اليورانيوم 238 إلى النوع 235 ، والثاني بقلب اليورانيوم 238 إلى نوع 239 وهو البلوتونيوم، بمعنى أن اليورانيوم الخام ووزنه الذري 238 وهو أثقل عنصر في الكون، تحوي كل ألف ذرة منه سبع ذرات من نوع 235، فوجب تنقيته والحفاظ على نوع 235 ومنها يتم تفجير السلاح النووي.
أما نوع 239 فهو نسف علم الكيمياء القديمة كلها، حيث إن ذرة اليورانيوم 238 يتم التلاعب فيها سحبا وإضافة، من النترونات والبروتونات؛ فتصبح ذرة جديدة مختلفة من معدن مجهول في الطبيعة، ومنه استخلصت قنبلة ناغازاكي.
في صبيحة ذلك اليوم حين راقب الناس هذا الانفجار خشي البعض أن تحترق الكرة الأرضية باحتراق كل أوكسجين الغلاف الجوي.
وترواحت التوقعات عن قوة الانفجار إلا انريكو فيرمي الإيطالي ـ أبو أول مفاعل نووي في التاريخ ـ فقد حسب قوة الانفجار بدقة.
كان منظر الفطر النووي أول شيء لاحظوه؛ فقد صعدت كرة النار الجهنمية تتلظى إلى ارتفاع هائل بالكيلومترات، وصعدت الحرارة إلى الملايين، وضربت الريح العقيم بقوة نفخ مائة مليون جني، وارتسم في الأفق منظر عش الفطر، ومنذ ذلك الوقت عرف العلماء سمة الانفجار النووي، وكانت القوة في حدود 18 ألف طن من مادة ت .ن. ت . (النترو غليسرين).
كانت القنبلة المجربة من نوع البلوتونيوم، بعدها مباشرة تم شحن القنبلة الثانية على ظهر بارجة إلى جزر تيتان، في قلب المحيط في رحلة عشرة آلاف كم قريبا من اليابان.
وهناك حملت السفينة حملها، وقيل يا أرض استحمي بالدماء واشتعلي بالحرائق، ويا جبال ارجفي ويا جهنم أوقدي، ويا يابان استسلمي.. وقضي الأمر..
ومن يومها وإلى اليوم يقف العالم من حين لآخر على شفا حافة الانزلاق للحرب النووية.
وفي فيلم التجميع الحرج Critical Assembly يجتمع أربعة من الطلبة الجامعيين ويركبوا سلاحا ذريا بهذه المناسبة 16 يوليو!
فيقولون: هكذا بدأت القصة، وهكذا يجب أن تنتهي؛ فيجب على العالم إيداع القنابل الذرية في يد لجنة عالمية من كل دول الأرض، ويجب تنظيف كل مستودعات العالم من السلاح النووي فلا يبقى دولة تمتلكه..
وبهذه الطريقة الوحيدة يمكن للسلام أن يعم الأرض.
